الإنتاج الفني والسرديترجمات حصرية

قصائد مختارة للشاعرة الروسية المعاصرة لاريسا ميلر

"النور هو الفجوة بين الظلام والظلام"

ولدت (لاريسا ميلر إميليانوفنا) في عام ١٩٤٠م، هي شاعرة، وكاتبة، وناقدة ومترجمة، تعيش حاليًا في العاصمة الروسية موسكو. تتمتع الشاعرة بشهرة عالمية كبيرة، حيث ترجمت اعمالها إلى عدة لغات. ننقل لكم عددًا من قصائدها إلى اللغة العربية، حصريًا لدى ساقية.


.١.

بعد ان آمنت

بهذا الكوكب الثلجي،

أحاول أن أعيش عليه بجديّة،

وبعد أن ضِعت في وسط ناره،

وكثرة شعاعه وظلاله،

أعلل نفسي بالأمل الخجول،

في هذا الطريق الطويل،

الذي يقودنا إلى المجهول.


.٢.

تلألأت الثلوج،

في السنوات المظلمة.

وبدت المروج ألوانها مختلفة،

في السنوات المظلمة.

وغنّت طيور الربيع،

وغلت أشواق الربيع.

حين قادوا الأبرياء تحت الحراسة،

تفتحت أشجار الكرز برقّة،

وتمايلت مياه البحيرة،

في تلك السنوات .. السنوات المظلمة.


.٣.

الصمت – هو الفجوة بين الأصوات،

أما البهجة – هي الفجوة بين الآلام،

والنور – هو الفجوة بين الظلام والظلام.

ففي هذه الفجوة، يا عزيزي،

نحن ننشر السلام والسعادة،

وننظر إلى الظلام بتوجس.


.٤.

كونوا سعداء على الفور. أتسمعوني؟

على الفور، لأننا لسنا هنا إلى الأبد، هذا مؤكد.

لأننا هنا فقط لبعض الوقت، فقط للحظة.

وبما أن قدرنا هذه الأرض الصغيرة،

علينا أن نبحث عن السعادة بسرعة،

حتى لا نضطر لأن نعتذر أمام الخالق،

عن ضيق أفقنا وجهلنا،

وعدم القدرة على استيعاب نصيبنا،

من هذه الأيام.


.٥.

الغيوم التي تعيش في السماء،

تموت في المكان نفسه،

تموت بسهولة،

تمرح كأنها تلعب،

تسبح، وتمرّ،

وعند الغروب فجأة،

تتراءى بلونها القرمزي،

ومن ثم تختفي،

لا تعاني، ولا تمرض.


.٦.

لم تتعلم روسيا من دروسها أبدًا،

ولم تعالج جروحها بطريقة واضحة أبدًا،

وأي منهما يصبح ملتهبًا، ينزف دمًا،

توجه الإساءة، ويبقى الخطأ غصّة في الحلق.

لم يكن القرن الجديد لروسيا حقبةً،

ولا عصرًا جديدًا،

إنها تشتم وتغضب، وسعلت دمًا.


.٧.

لا أعلم – هل هذا من حسن الحظ أم من سوء الحظ،

ولكنك غدوت جزءًا لا يتجزأ مني.

في أي شيء تكمن السعادة؟

نعم، في أن تحب وأن تكون محبوبًا،

والتعاسة في أن تكون مجروحًا مرتين.


.٨.

أنا لا أعرف أن أعيش وحيدة، 

وبعيدًا، بعيدًا عنك،

كن قريبًا جدًا، جدًا،

وإلا سأفقد عقلي.

غُرَفنا فارغة وحزينة،

حينما لا تكون فيها.

وكم من الدفء والضوء فيها،

حين تأتي إلى البيت.


.٩.

أشعر دائمًا أني على ما يرام،

حتى لو ساءت حالتي.

سأكون بخير حتى آخر أنفاسي،

فيما لو أنت لم تهجرني، يا حبيبي،

وفيما لو أنا لم ينبغِ عليّ أن أكون وحيدة،

مهما يكن، الحياة لا تبدو جحيمًا،

لو أنك موجود،

لو كنت فقط قريبًا مني.


.١٠.

هل تعلم لمَ أنا هنا؟

لمَ تزهر ورود الحب هنا؟

لمَ يدغدغني العشب،

لمَ يصرّ هذا الجندب كثيرًا،

لمَ تورّد الورد البريّ،

لمَ زخّ المطر بصوتٍ عالٍ جدًا،

ولمَ ضربت الشمس عينيّ،

من أجل أن أحبك.


المصادر:

  • مجلة (كونتينينت ). العدد ١٢٠، عام ٢٠٠٤م
  • مجلة (نوفي بيريغ). العدد ٥٥، عام ٢٠١٧م
  • مجلة (آريون). العدد ٣، عام ٢٠١٧م
  • مجلة (آريون). العدد ١، عام ٢٠١١م
  • مجلة (آريون)، العدد ١، عام ٢٠١٦م
  • روابط للقصائد [1]، [2]
زر الذهاب إلى الأعلى