الحضارات البشرية والتاريخ

أوروبا الجائعة في ظل التجارة العالمية

زيغريد هونكه (26 أبريل 1913 في كيل – 15 يونيو 1999 في هامبورغ) مستشرقة ألمانية.
طائرة الشهرة أحبت العرب، وما زالت، صرفت وقتها كله باذلة الجهد للدفاع عن قضاياهم والوقوف الى جانبهم. وهي زوجة الدكتور (شولتزا)، المستشرق الالماني الكبير، الذي اشتهر بصداقته للعرب وتعمقه في دراسة آدابهم والإطلاع على آثارهم ومآثرهم. وقد عاشت المؤلفة، مع زوجها، عامين إثنين في مراكش، كما قامت بعدة زيارات طويلة للبلدان العربية.
تناولت المؤلفة في اطروحتها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة برلين، أثر الأدب العربي في الآداب الاوروبية، وفي عام ١٩٥٥ صدر مؤلفها الأول : “الرجل والمرأة”، أكدت فيه الكاتبة، كما فعلت في كتبها التي تتالت، فضل العرب على الحضارة الغربية خاصة، والحضارة الإنسانية عامة.
في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب) -ترجمة : فاروق بيضون وكمال دسوقي-، تسلط الكاتبة الضوء -في الفصل الثاني من الكتاب الأول- على الحركة التجارية بين الشرق والغرب والصلة الوثيقة بينهما منذ ما قبل القرون الوسطى، تذكر لنا الكاتبة قصة الوفد المرسل من قبل الخليفة الأندلسي: الحكم المستنصر بالله برئاسة إبراهيم بن أحمد الطرطوشي :-

يؤثر ان عام ٩٧٣ أبحرت سفينة تمخر عباب الاطلس، مارة بالشواطئ الغربية لفرنسة، ودارت حول رأس “غري نه” متجهة الى الشمال الشرقي. وكانت هذه السفينة محملة ببضائع مختلفة منها: الزيت الأندلسي، والتين والخمور من “ملقة“، وحجر الشبّه القشتالي للدباغة، وتوابل شتّى، كانت تفرغ منها كل من بوردو، وروان، وإترخت، وشلازفيك، وقد رافقها في رحلتها هذه وفد يرأسه إبراهيم بن احمد الطرطوشي، الموفد من قبل الحكم الثاني في قرطبة. وكان هدف هذه الرحلة ان تقصد قصر الملك الروماني الطائر الشهرة “هوتو” أو “اوتو” الاول في بلاد الساكس، وقد حط عصا الترحال آنئذٍ من رومة بعد أن احتفل بعقد قران والده على ابنة الامبراطور اليوناني وتتويجه، بغية الاستقرار في مدينة كدلينبورغ (Quedlinburg) من أعمال الهرتز (Harz) وكان هذه الفاتح، ومجدد الانبراطورية في أوروبة، في ذروة مجده وبأسه. فتوافد الأمراء من الدنمارك وبولونية والسلاف وبوهيميا واليونان وبلغارية والمجر وإيطاليا لإعلان طاعتهم له، وأجمعوا كلهم في رحاب البلاط الانبراطوري الذي ماج بهم أن يدينوا بالإخلاص والولاء لأعظم سلطان في أوروبة.
وما إن حل شهر نيسان حتى نقل الانبراطور بلاطه الى مدينة “مرزبورج” (Merseburg)، حيث أتيح لوفد أمير المؤمنين برئاسة ابرهيم بن احمد الطرطوشي ان يتشرف بمقابلة أمير المسيحية الاول، وكان لقاءٌ حار قَبِلَ فيه القيصر (اوتو) الاول كل الهداية الثمينة، التي عدّت أثمن هدايا وقع عليها بصره، فقابلها بالمثل. ولم يمر وقت طويل حتى أغمض انبراطور بلاط الساكس الكبير، جفنيه للمرة الأخيرة.

وفي طريق العودة مرّ الطرطوشي بكل من هذه الحواضر “سوست” (Soest) و “بادِربورن” (Paderborn) و “فولدا” (Fulda) حتى اذا ما وصل الى ماينز (Mainz) وهي مدينة في بلاد الفرنجة تقع على نهر يدعى نهر “الراين” وقع له حادث أثر في نفسه أشد التأثير. ففي هذه المدينة دسّ تاجر في يده قطعاً من النقود العربية أثارت دهشته لأنها تحمل خطّاً كوفياً واسماً عربياً والتاريخ التالي ٣٠١-٣٩٢ هجرية.

ولقد استولى عليه عجب كبير حين اتضح له أن في يده قطعاً ذهبية من سمرقند يعود تاريخها الى نَيَّف وستين عاماً، وقال محدثا نفسه بعد إنعام فكر : “إنها لا ريب تعود في تاريخها الى أيام السلطان نصر بن أحمد السمرقندي“.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما زاد في تعجبه ودهشته وقوعه في مدينة الفرنجة هذه القابعة في أقصى بلاد الغرب على توابل لا توجد إلا في أقصى بلاد الشرق كالبهار والقرنفل والزنجبيل والخلنجان ولو تسنى له ان يطلَّع على لائحة الحاجيات التي كان يعمل على شرائها الراهب المسؤول عن اقبية دير كوربي (Curbi) في مقاطعة “سومّه” (Somme) الهاجعة في طرف العالم تقريباً – ذلك الدير الواقع على بعد سبعين كيلو متراً من مدينة كامبري (Cambrai)، نقول لو تسنى له ذلك “لكانت دهشته أعظم، وتعجبه أبلغ، ويكفينا مثال على ذلك ان نلقي نظرة على ما ورد في هذه اللائحة :-

٦٠٠ ليبرة شمع
١٢٠ بهار
١٢٠ كمون
٧٠ زنجبيل
١٠ قرنفل
١٥ القرفة
١٠ بخور
١٠ اللادن او المستكاء
٣ المرّ
١٠ الخلنجان
١٠ مرهم ورق القويسة
١٠ إسفنج
١٠ من النكعة المهدئة
٣ دم التنين
٣ العندم
٢ صعتر

كيف انهار العالم القديم في أوروبا؟ وما النتائج التي ترتبت بعد سقوطه؟ وما أثر الجرمان في ازدهار التجارة العربية؟ وأين بدأت تجارة الشرق في الغرب؟ وكيف أصبحت البضائع الشرقية ضرورات لكنائس أوروبا؟
تجيب الكاتبة:ـ

لقد دخلت البضائع، الواردة من “أقاصي الشرق” الى “أقاصي الغرب” الحياة اليومية الأوروبية، ولم تعد تقتصر على استعمال التوابل والبخور فقط، وإنما تعدتها الى الانتفاع بالحشائش الطيبة، فأصبحت هذه كلها من ضرورات حياة رجال الكنيسة، ورهبان الأديرة الذين لم يعد في أمكنتهم الاستغناء عنها على موائدهم، فلولا الهبات التي تدفقت من الشرق العربي القصي لكانت وقعت في حيرة من أمرها، ومع ذلك فقد اضطر هؤلاء برمتهم الى الانتظار مدة طويلة قبل أن يتمكنوا من التمتع بمثل هذه الرفاهية، اذ ان لائحة “الكوربي” الآنفة الذكر يعود تاريخها الى أيّام الماروفنجيين،أي إلى ثلاثمئة سنة قبل رحلة الطرطوشي، وفي هذه السنوات الثلاثمئة، جرت عبر “الراين” و”السوم” مياه كثيرة، وتغيرت أمور عديدة على وجه هذه الارض، فغيرت فيها. وقد تكون هذه التغييرات اكثر أهمية من مئات السنين الخوالي، وأهم شأنا من نزوح الجرمان، الذي قدموا من الشمال الى الانبراطورية الرومانية، وأشد أثرا من أفول نجم الانبراطورية العالمية الهائلة نفسها من سماء العالم القديم، هذا العالم الذي كان لوحدة البحر المتوسط وقدسيته أثرٌ مصيري فيه.

تُرى هل كان، بالفعل، لغزوات الجرمان اثر بعيد في تقرير مصير العالم آنذاك؟ أم هل استطاعت الشعوب القادمة من الشمال ان تقلب النظام القديم وتحطم وحدة حضارة القدامى؟ كلاّ ، إنما ذابت هذه الشعوب في بوتقة المجموع وأصبحت جزءاً منها، متممة لها ! وهل كان لنهاية الانبراطورية القديمة وظهور قوّة جديدة شرقي رومة من تأثير على زعزعة وحدة الدين آنذاك؟ وهـل احاقت الوحدة الاقتصادية في حوض البحر الأبيض المتوسط خسائر وأزمات؟

كلا وإنما خلاف هذا هو الصواب. ذلك ان تجارة الشرق التي ابتدأت، اول ما ابتدأت، عن طريق (Ostia) – مرفأ رومة وعلى مصب نهر التيبر – لتصب الى عاصمة العالم رومة، ومرفأ مرسيلية، نقول إن هذه التجارة قد ازدهرت أيّما ازدهار، وشملت آفاقاً لا حصر لها، اكثر مما كانت عليه حين كانت تسلك طرق الأدب والبلاد الغالية لتصل الى كامبري (Cambrai) وقلب بلاد الجرمان، ولئن ضعف صوت رومة ليحل مكان صوت بيزنطة، فإن العالم القديم قد احتفظ، على الرغم من ضعفه الداخلي وفقدانه لدماء الحياة في شرايينه، بلمعانه الظاهري الأخّاذ.
إلا ان هذا العالم القديم تحطم، ووحدته تمزقت شلواً إثر شلو حين انطلقت من جنوبي الجزيرة العربية جحافل العرب الرحّل، تحدوها قوة عارمة، ويدعمها تنظيم مدهش بثهما الرسول محمد في صفوفها. فتصل الى أطراف البحر الأبيض المتوسط حتى شواطئ الأطلسي، وتسيطر على الشرق والجنوب والغرب، وتخرج ذاك العالم القديم من بوتقته الثقافية السابقة.

وأما النتائج، فكانت عظيمة الشأن بعيدة المدى. ذلك ان الاسلام مزّق بانتصاره وحدة العالم، الذي عمّر أكثر من الف سنة، فشطره شطرين : شرقاً وغرباً. وأما الغرب، فقط أحاط نفسه إحاطه محكة بستار حديدي لمئات من السنين خوفاً من هجوم الشرق عليه، وأما في الشرق، فقد قامت الانبراطورية العربية الجديدة لتفرض نفسها، لأول مرة على الإطلاق، بصفتها “شرقاً” في وجه “الغرب” مجبرة إياه على ان يعزل نفسه.

لماذا؟ وكيف كانت أوروبا تؤثر الانغلاق على الانفتاح مع الشرق على الرغم من تمهيد المسلمين الطريق للحجاج المسيحيين؟، تبيّن الكاتبة:

لا يجرؤ أحدٌ على السفر الى سورية ومصر“. تلك هي الشائعة التي كانت تتناقلها الألسن من رومة حتى القسطنطينية. وكانت دعاوة القادة الأوروبية ذاتها أن تلف نفسها لفّاً وتغلق منافذ النور والهواء من امام عينيها، وعن رئتيها. وإما ان يتمكن الحجاج المسيحيون من متابعة سفرهم الى كنيسة القيامة دون اي ازعاج او خطر … وان يقدم، في ذلك الوقت او قبله بقليل، الخليفة هارون الرشيد مفاتيح المدينة المقدسة وشرف الهيمنة عليها الى القيصر شارل الكبير عن يد بطريرك القدس الذي كان بعد في منصبه دون ان يناله حيف او مكروه، نقول، أن يحصل كل هذا فأمر لم يحجم الأوروبيون فيه -آنذاك- عن إلصاق تهم انتهاك حرمة المدينة المقدسة نفسها من جانب “الكفار” قصد وإلقاء الذعر في قلوب المؤمنين والمسافرين لمنعهم عن السفر.
ولما كان التاجر العربي قد أوغل في الشرق الأقصى المترامي الأطراف إيغالاً شارف فيه الصين والهند، فإنه لم يكن معتمداً البتة في كسب رزقه على التجارة مع الغرب، لذلك فإنه، بالتالي لم يكن من روّاد سواحل أوروبة الجنوبية، بل كان القرصان وحده هو الذي يرودها وينكل بها سرقة وتخريباً.

عندما توقفت أوروبا عن إستيراد البضائع العربية، عانَ الكثير من كساد في التموين وفي مختلف حوائج الحياة، وأبرزهم كانوا رهبان الكنائس، ما اضطرهم الى الاكتفاء بالنزر اليسير مما يستطيعون الحصول عليه.

وكانت المرافئ تبدو حِينَئِذٍ مقفرة، والمستودعات فارغة عارية، والأقبية خالية، وهي التي استقبلت في السابق دفقاً من بضاعة الشرق في مدينة كوربي (Corbie) حيث اضطر الأخ الراهب، رئيس الطبّاخين الى تقديم وجبة لا طعم لها ولا نكهة من حساء الملفوف، بسبب إقلاع التجار عن عرضهم للتوابل او الزنجبيل (Ingwer) أو الخمرة المعتقة الشرقية أو الحرير نفسه، أو أي شيء من تلك الأشياء التي كانت تضفي على الحياة رونقاً وتزيدها متعة.
اجل، لقد اختفى كل هذا، واختفت أكشاك البائعين أيضاً، ولم يعد ثمة شيء تقصد المتاجرة به؛ وأصبح الفلاح يدفع لأخيه الفلاح حساباً قوامه البقر والحبوب، والفضة نادراً. وأما الذهب فقد انتفى نهائياً من بين الأيدي وأضحت الحياة فقيرة بالمرة، وعلى جانب كبير من السذاجة والبساطة.
حتى ان الكنائس نفسها اضطرت اضطراراً الى الاستغناء عن الأهم، والاكتفاء بالقليل النادر، ونَدَر البخور والخمر، اما زيت الإضاءة فقد أستعيض عنه بشمع النحل البري، وغدا المولج بالكنيسة يعتمد في تصريف أمور كنيسته على ما يصله من هبات صغيرة متواضعة يبعث بها أصدقاؤه في رومة، هبات من بينها حفنة من البخور مرة، وحفنة من القرفة مرة اخرى، او قطعة من جذور نبات “الكوستوس” (Costus) او قليلٌ من الـ (Opobalsam) المصنوع من البلسم العربي … هبات قد يكون تاجر يهودي جلبها الى العاصمة المسيحية ؛

عرف اليهود بالتجارة وأيضا بتنقلاتهم الكثيرة بين الممالك والدول في قديم الزمان وحاضره، ما الدور الذي قاموا به التجار اليهود أبان هذه الأزمة التجارية التي طالت الكثير من مناطق أوروبا؟ تجيب الكاتبة وتوضح:

ذلك أن اليهود وحدهم احتفظوا بنوع من الاتصالات بين الشرق المسلم والغرب المسيحي، فعملوا كـ تجار كبار، او كمبعوثين من قبل الكارولنجيين، كيف لا، وقد صادفوا في كل بقعة من الارض اخواناً لهم في الدين يمدّون لهم يد العون والمساعدة ! بالإضافة الى انهم – كما لاحظ ذلك ابن خرداذبه- مؤلف كتاب مسالك الممالك الذي وظفه المعتمد صاحباً للبريد في (الجبال) أي بلاد مادي القديمة، توفي حوالي ٩١٢ – رئيس قسمي الشرطة والبريد المنظمتين أحسن تنظيم عام ٩٠٠، حين قال-: ” وكانوا يرحلون من بلاد الغرب الى بلاد الشرق، ومن بلاد الشرق الى بلاد الغرب على متن السفن بحراً، أو برّاً عبر إسبانية- سبتة (Ceuta)، باتجاه مصر، ويجلبون من بلاد الغرب الموالي والجواري والغلمان والحرير من بيزنطة، والفراء والسيوف. فيركبون البحر المغربي من بلاد الفرنجة ويمخرونه متجهين الى فاراما- وهي منطقة بالقرب من مرفأ بورسعيد الحالي ثم يحملون على عودتهم جوز الطيب وعود الند (Aloe) والكافور والقرفة وغيرها من منتوجات بلاد الشرق”.

عن المعاناة التي عاشها المستوردون الاوروبيون من ندرة البضائع الشرقية، تقول :

ومع ذلك، فإن كل هذا لم يكن في أوروبة إلا بمثابة نقاط من الماء قليلة على حجر ملتهب. وقد جعلت هذه القلة وتلك الندرة البضائع فاحشة الثمن ولا سيّما في السوق السوداء، حتى اصبح الحصول عليها أمنية يعجز عن تحقيقها الاوروبي العادي. لذلك، فإنه كان من حق الطرطوشي ان يأخذ منه العجب كل مأخذ حين رأى بأي ثمن باهظ تباع سلع الشرق في مدينة ماينز الغربية.

وصل التبادل التجاري بين الحضارة العربية وأوروبا إلى مسافات شاسعة بادئاّ من بلاد الشرق حتى أقاصي الشمال والغرب الاوروبي.

والواقع انه كان للشرق حِينَئِذٍ تجارة واسعة المدى مترامية الأطراف، تكاد تختفي البلاد المسيحية في ظلها، تجارة تمتد عبر بحر الخزر والفولجا الى الشمال، شاملة كل الشواطئ وجزر بحر البلطيق. وقد لفظت ارض تلك البلدان آلافاً بل ملايين من العملة العربية من القرن التاسع حتى القرن الحادي عشر. وإن في هذه دليلاً على مدى إشعاع الحضارة العربية، ومدى إنتشار تجارة لم تقف احكام دينية متحيّزة في وجهها. وكان من حملة ألويتها سكان الشمال المعروفين بالفايكنغ (Vikinger) والنورمنديين الذي قدموا الى النروج وإيسلندا والسويد والدنمارك وعبروا البحار موغلين فيها حتى شواطئ الشرق. وقد أسس هؤلاء الكثير من الحواضر، ومن أهمها ما قد بنوه في مروج روسيا التي ماتزال تحمل اسمهم -هروس (Hros) او الروس (Rus)-. هذا وقد أسسوا أماكن كبيرة للتجارة ك نوفجورود (Nowgorod) وكييف (Kiew). وجلبوا القماش واللبّاد والحلى الفضية والتوتياء (Kaurimuschels) والسلاح الخطاف (حربات كبيرة لصيد الأسماك والحيتان المائية)، ومصنوعات مختلفة من الولاية الغربية الواقعة في اعماق البلاد حتى توليه (Thule) القصيّة. وبالمقابل كانوا يحملون للعرب احجار الكهرمان وأسنان الحيتان البحرية، والفراء وأخشاباً من شجر الدلب؟ وشجر التامول، وصقوراً حية للصيد، وقلنسوات من الفراء الأسود، وانواعاً كثيرة مختلفة من أجود أنواع الأطعمة.

زر الذهاب إلى الأعلى