الإنتاج الفني والسردي

مدينة الشعراء الموتى؛ الشاعر يانق ليان

ولد الشاعر الصيني المعاصر (يانق ليان) بسويسرا 1955

وترعرع في بينق، هو معروف بنصوصه الطويلة التي تظهر فهما عميقا وارتباطا وثيقا بالأدب الصيني الكلاسيكي، وقد عرفه العالم بعد ان انتقدت الحكومة الصينية أعماله خلال الحراك السياسي “ضد تلويث الروح” ثم حين أصبح شاعرا في المنفى بعد مجزرة تيانمين.

ترجمت أعماله لأكثر من 20 لغة، وحصد عدة جوائز شعرية دولية منها الفيانو الإيطالية، ويعيش حاليا متنقلا بين برلين ولندن.

وهنا ننقل لكم قصيدتين، مترجمة حصريًا لدى ساقية:

مدينة الشعراء الموتى

وبدون أي قصد،

فقط من عاشوا يستحقون الموت،

الذين دفنت أسماؤهم منذ زمن طويل تحت الصمت،

وقّعوا على الصمت،

هذه المدينة دلقتها بيدك،

شارع مهجور يتظاهر أنه موكب جنائزي،

وضوء قمر صلب كالحديد،

العظام تطقطق في الأشجار المجلفنة*.

 

خارج النوافذ المهجورة منذ زمن،

الأشراك تقرع حشرجة الموت،

كل كلمة محوتها في حياتك،

تعود لمحوك،

محو بلا كلل،

محو شره،

العالم يُمحى،

الوجه الموجود ضمن العينات أقرب، أكثر وضوحا،

امحو العينين الرؤية ستشحذ الزجاج طوال الطريق،

بالخطوط الناعمة انحت طيرا،

كذلك الذي تهشم وأنت تشاهد،

تحطم ونُبذ على مسوّدة تتعفن في الزاوية،

موتك النهائي على دراية وثيقة بحجرة قديمة،

حيث تنتظر بقايا الموت أن تتم إزالتها.


حادث

مازلت كما أنت،

تسير بهدوء بعيد عن حادث،

حادث واحد بين حوادث عديدة،

يوم واحد بين العديد من الأشهر والسنوات،

ومثل الحقول الفاسدة ترفع رجلك مرة أخرى،

الثلج يثبتك على أصابع أقدام متجمدة،

اليوم ملبّد، رمادي ولكنه لايبدو كثلج،

برودتك وحدها تنتقل من الحياة تجاه الموت،

الأحداث الماضية صامتة لا تستطيع ترك آثار اقدام في الثلج.

 

الثياب القديمة بسيطة دائم،

كما تغطي الأسرة الخشبية الموتى.

 

انزلق الى البحر من أسفل زوج آخر من الأجساد،

وهو يمارس الحب،

لا يمكن لحادثة أن تحدث في حادثة ماضية.

 

حياة كاملة من الأخطاء،

قف كأشجار شاهقة على جبل،

أكثر ابتعادا أبيضا من الثلج،

تلك العظمة تمشي خارجة منك،

الأيام تمشي خارجة من العظمة،

أنت ملقى بعيدا, واحدا خلف الآخر،

تريان بعضكما البعض،

كثيرون،

كأشعة قمر غير مأهولة.

 

(*) الجلفنة: طلاء معدن الحديد بمعدن “الزنك” الخارصين لحمايته من الصدأ.

زر الذهاب إلى الأعلى