آليات الكتابة، ونصائح في التعبير

مجموعة من الكتاب والأدباء يجيبون عن سؤال: لماذا نكتب؟

meredith-Maran-006

قدمت الأستاذة بثينة العيسى ومجموعة من المترجمين العرب مجهوداً مُلفتاً في ترجمة كتاب –لماذا نكتب– ضمن مشروع تكوين للكتابة الإبداعية وهو عبارة عن مجموعة مقالات ومقابلات أعدتها ميريدث ماران مع مجموعة من الكُتاب في شتى الأصناف الكتابية للإجابة على أسرار الكتابة ومصادر الإلهام الخاصة بهم، وذلك لتنكشف لك كقارئ معلومات قد ترضي فضولك بالكتابة والكُتاب، أو تساعدك ككاتب في مشوارك الكتابي. ويغطي الكتاب 20 مقابلة ابتداءَ بإيزابيل اللندي حتى ميغ والتيزر. وهنا مجموعة من إجابات الكُتاب في مواجهة سؤال (لماذا نكتب؟) وأيضاَ بعض النصائح المقتبسة من تلك المقابلات:

يقول ريك مودي:

أظن أنني عندما أكتب -أو بشكل أدق- متى ما كتبتُ، سأكون إنساناً أفضل وأكثر سلاماً.

وتقول ميغ واليترز:

لديك سيطرة نافذة، أين تستطيع أن تجد مثل هذا؟

ثم تكمل:

 أنت لا تستطيع السيطرة على الآخرين، على علاقاتك، أو على أطفالك، ولكن في الكتابة تستطيع أن تحصل على فترات متصلة تكون فيها المسيطر تماماَ.

سو غرافتون قالت:

أفضل يوم لي ككاتبة هو أي يوم, أو أي لحظة يسير فيها العمل بشكل جيد وأكون منغمسة تماماَ في المهمة بين يدي. وأصعب وقت هو عندما يكون الأمر عكس ذلك. وهذا الأخير يفوق الأول عدداً، ولكنني فتاة لعينة وعنيدة، أصر كالجدي.

عندما أبدأ العمل على كتاب أدخل في حالة هياج ذهني شديد.

َقال مايكل لويس:

يضطرب نومي ولا أحلم إلا بمشروع الكتاب.. أغيب ذهنياً لعدة أشهر كل مرة، والثمن الذي تدفعه زوجتي ويدفعه أطفالي جراء ذلك باهظ جداً، لحسن حظي أكتب بإسراف على فترات متقطعة وآخذ فترات استراحة بين الكتب، ولكنني مازلت أحظى بعائلة.

“أبدأ كل كتبي في الثامن من يناير”، قالت إيزابيل اللندي, وهي تهز رأسها المسرّح بإتقان:

هل يمكنك تخيل السابع من يناير؟ إنه جحيم… أنا أسجل حضوري أمام شاشة الكومبيوتر وحسب، أحضر وأحضر وأحضر، وبعد مدة سوف تحضر ربة الإلهام أيضاَ.

أما جينيفر إيغان تقول:

إنه لأمر مخيف,أن تسكب الوقت والجهد في مشروع ليس له هوية أدبية واضحة، واحتمال أن الناشر سيقول لك: لا يمكننا أن ننشر كتابك الغريب! المرتبة الثانية من الخوف هي إنه سينشره، وأن الكتاب سيأتي ويذهب دون أن يثير همسة.

وديفيد بالداتشي قال:

الفرصة الوحيدة التي حصلت عليها للنشر في صحيفة النيو يوركر كانت لأنني وقّعت أغلفة رسائلي باسم: جي دي سالينغر.

ويقول والتر موزلي:

 لا أستطيع التفكير في سبب يمنعني من الكتابة. ربما يكون أحدها ألا يشتري أحد كتبي وحتى هذا السبب عندما أفكر به لا يمنعني من الكتابة. سأكتب بأية حال.

وهنا نصائحهم للكُتاب :

ايزابيل الليندي تنصح بأن الأمر جدير بأن تعمل كي تجد الكلمة الدقيقة التي ستخلق شعوراَ أو تصف حالة. استخدم القاموس، استخدم مخيلتك، حك رأسك حتى تخرج إليك. ولكن عليك أن تجد الكلمة الصحيحة.

وعندما تشعر بأن القصة قد بدأت بالتقاط إيقاع، الشخوص تتشكل، ويمكنك أن تراهم، وأن تسمع أصواتهم، وهم يفعلون أشياء لم تخطط لها- عندها تعرف بأن الكتاب موجود في مكان ما، وكل ماعليك فعله هو أن تجده وأن تحضره -كلمة بعد كلمة- إلى هذا العالم.

وعندما تروي قصة في المطبخ لصديق, فهي مليئة بالأخطاء والتكرار، من الجيد أن تتجنب هذا في الأدب ومع ذلك، يجب على القصة أن تبدو كمحاورة لا كمحاضرة.

أما حكمة ديفيد بالدتشي للكُتاب فهي:

مهما كان النوع الأدبي الذي تكتبه، تآلف مع كل ما يستجد فيه. الشيء الذي أثار القارئ قبل عشر سنوات ليس بالضرورة ما يثيره اليوم. انظر إلى المنافسين.

“اكتب لقرائك” هو تعبير ملطف ل “اكتب ما تعتقد أن الناس ستقوم بشرائه”. لا تقع في هذا الخطأ! اكتب للشخص الذي تعرفه جيداً. اكتب لنفسك!

أما جينيفر إيغان فتنصح بأن تقرأ كتب من المستوى الذي ترغب بكتابته. القراءة هي قوت الكتابة. إذا كان ما تحب قراءته من -مستوى ب- ربما سيصعب عليك أن تكتب في -مستوى أ-.

وجيمس فري يقول:

أنه لا توجد قواعد في الفن الحقيقي، ليس عليك الكتابة تحت شكل أدبي معين، ولا يهم إن كنت درست في جامعة متخصصة أو حصلت على شهادة في الكتابة الإبداعية. إما أن تستطيع الكتابة أو لا.

أما سو غرافتون فتقول:

لا توجد هناك أسرار، وليس هناك طرق مختصرة. الأشياء التي عليك معرفتها بصفتك كاتباَ طموحاَ هي أن تعلم الكتابة يأتي عن طريق التعلم الذاتي. وإتقان الكتابة يحتاج لسنوات.

و كاثرين هاريسون تقول:

لا تصور نفسك كما ترغب بأن تصورها، بل صورها كما هي.

مايكل لويس يقول:

كثير من قراراتي اتخذتها في حالة وهم، عندما تحاول بدء حياة عملية في الكتابة.. سيفيدك القليل من التفكير الوهمي.

والتر موزلي يقول:

الكتابة استثمار طويل الأجل.. إذا التزمت به ستصل إلى ما تصبو إليه من نجاحات.

أما سوزان أورلين فتنصح الكاتب:

ببساطة يجب أن تحب الكتابة. وعليك أن تذكر نفسك غالباً بأنك تحبها. ويجب أن تقرأ بقدر ما تستطيع.. تلك هي أفضل طريقة لتتعلم كيف تكتب ولا تتحرج من استخدام القواميس!

وأخيراَ تقول ميغ واليتزر:

لا أحد يستطيع إبعاد الكتابة عنك، ولا أحد يستطيع أن يعطيك إياها أيضاَ.

زر الذهاب إلى الأعلى